كورونا 2020 : التنمر بطعم الفيروسات
ساهم الانتشار الأخير لفيروس كورونا فى تفشى الفزع فى الكثير من دول العالم، خاصة وأن المعلومات المتوفرة حول كيفية انتشار الفيروس وأسباب الإصابة به قد يتم التعتيم عليها في بعض الدول، كما تقوم العديد من المنصات الإخبارية ومواقع السوشيال ميديا بنشر أخبار كاذبة و تقارير مغلوطة، مما أدى إلى تصاعد حالة الذعر التى قد تصل أحياناً إلى (وسواس المرض Illness anxiety disorder) وهو قلق مفرط ودائم من الإصابة بالأمراض والذي ظهر بقوة بعد إرتفاع عدد الوفيات مما دفع البعض إلى إظهار التنمر والعنف ضد أشخاص بعينهم، فقط لأنهم يحملون ملامح آسيوية أو لأنهم يرتدون الكمامات.
وقد وصل التنمر إلى بريطانيا، فقد نشرت صحيفة الإندبندنت مقالاً حول حالات إعتداء (جسدي/لفظي) يتعرض له المدرسين والطلاب الآسيويين فى المدارس والكليات، أما بعنوان "كورونا مصر الآن" في (9مارس 2020) وبعد تأكيد وزارة الصحة إكتشاف حالات إصابة بالفيروس المعدي، فقد انتشر فيديو على السوشيال ميديا تم تصويره علي الطريق الدائري لشاب يدّعون بأنه (صينى) وهو يحاول ركوب أى سيارة فى وسط الزحام بينما تهرب من حوله السيارات، ثم يظهر الشاب وهو يركب سيارة ملاكي "اوبر" بينما يسخر المارون من السائق الذي يضع منديلاً على أنفه وكأنه يوصل طلبية فاسدة! ويصيحون "استر يا رب، أول حالة كورونا فى مصر" "ارميه يا عم في أى حته بسرعة" فيما أطلق الآلاف من المصريين على تويتر هاشتاغ #ضحية_التنمر #حقك_عليا #شعب_ولاد للتنديد بما حدث فى الفيديو وللإعتذار للشاب عما بدر من الشعب المصرى.
هلع كورونا : ما بين مُصابٍ و مُتَنَمِر
أشار الكثير من الأطباء والمتخصصين إلى خطورة المرحلة الحالية بسبب إرتفاع عدد المصابين وقلة الخبرة الطبية لدي المواطن العادي، وأضافوا أن طعم السخرية الذي يضيفه البعض عند الحديث عن المرض أو لقاء حالات مشتبه بها سواءاً من الآسيويين أو من أهل البلد نفسها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل: تجنب التصريح و الكشف من قبل المصابين، أو تفشي حالة الهوس بالمرض والتي تؤدي إلى أعراض سلبية كـ (عدم إتباع تعليمات الرعاية الطبية الصحيحة، الصداع والقلق المستمر،الغثيان،عدم القدرة على القيام بأى عمل ..) بل وتصل إلى مشاكل تعاطي المخدرات بين الفئات الأقل عمراً من الشباب المذعور.
ومما سبق فإننا نصل إلى أن التخلص من الوساوس الغير مبررة، والتوعية ضد التنمر وأسبابه وآثاره السلبية، والتدريب على الوقاية من الأزمات في المناطق شديدة التوتر مثل (أقسام الطوارئ والمستشفيات) قد أصبحت هي السُبُل الوحيدة التي يمكن أن تنقذ الملايين من خطر فيروس "كورونا" وليس الحل في الهروب من أمام آسيوي ولا في إغلاق مطعم صيني.
ليست هناك تعليقات