ما بين الأحلام والكوابيس: زيارة لم تمنعها ليالي الحظر
الوباء ينتشر، الأعمال تتوقف، المسافات تزداد، تخلو
الشوارع، ويلوذ البشر بالفرار... فكيف وصلت إلى فراشي، أم ما الذي قذف بي إلى
فراشك، كيف تخالطُني أنفاسُك، ولماذا لم تمنعك الحكومة من القفز على حلمي
والتجول بين كوابيسي؟!
لو أنني فقط أملك مفاتِح الحروف، لو استطاعت الأوصاف أن تتجسد
تلقائياً في صورة كلمات تقرأها عيناك، أو لو شاء ربي أن تظهر مشاعرنا تلقائياً دون تحكم، وذلك لمن تزداد محبتهم في
قلوبنا عند مساحة معينة، كنت حتماً سأستغل الفرصة، فمثلاً: سأقوم بتدوين كل
زيارة لك يخفق عندها فؤادي في الفصل الأول من رواية طويلة، ثم سأكتب فصلاً
ثانياً عن النشوة التي تعتريني حين تراودك ابتسامة ناعمة، ربما تصبح ملحمة درامية،
وحينها ستصبح أحزانك التي دفنتها داخل روحي عُرضةً للخطر، فلربما تسقط مع دموعي،
أو تسكن بين لحن أشيرُ إليه في حاشية الرواية...
ربما يأتي أيضاً إعلان في ظهر الغلاف عن معجم (يصدر تراكمياً)
يحتوي على ذاكرة مصورّة التقطتها لك، واحتفظت بها في خيالي. سيصنف النقاد الرواية
بأنها (للكبار فقط) بسبب احتوائها على بعض الألفاظ الإيروتيكية، ثم سينتشر الخبر
فتتضاعف مبيعات الرواية وتزداد الأرباح، وحينها سنشتري لنا قصراً من الأحلام،
ثم ندفع الباقي إلى منظمة تقوم بمحو الكوابيس مقابل المال والوقت
"هل تريد
حياة رغيدة؟ الآن نوفر لك مخيلة جديدة تماماً لم يمسّها الحزن، 1$ + 1ساعة من
حياتك = 1 دقيقة في عالم الجمال المطلق (دريم بارك) اكتشفه الآن" هكذا
سيكون الإعلان على صفحات الجرائد.
نسيت أن أخبرك بأنني قد أبلغتُ الشرطة عن تجاوزك في ليالي الحظر،
سألوني عن أسبابي لتقديمي بلاغ بمنعك من قراءة ما يدور بداخلي، لم أخبرهم عن
تعويذة الحب ولا عن هلوسات الرواية –فهي لم تنشر إذ أرسلتها مع لحن قديم في رسالة
بلا عنوان-لكنني أخبرتهم بحقي في منعك من الزيارة، إذ تتطلب كل رحلة
ليلية معك إلى مجهود يفوق قدرتي على التعبير.
ليست هناك تعليقات